هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ستيم حذف فورى لـ اى موضوع خاص باعلانات سواء لمواقع او شركات او منتجات

3 مشترك

    هكذا علمتنا غزة

    سيدنا
    سيدنا
    عضو جديد
    عضو جديد


    دولة : قطر
    الجنس : ذكر
    العمر : 36
    عدد المساهمات : 3
    نقاط : 11
    تاريخ التسجيل : 30/11/2012
    تاريخ الميلاد : 02/02/1988
    السٌّمعَة : 0

    هكذا علمتنا غزة Empty هكذا علمتنا غزة

    مُساهمة من طرف سيدنا الجمعة نوفمبر 30, 2012 1:02 am

    1. خطبة : هكذا علمتنا غزة
      عبدالله بن عمر البكري
      مدير عام مؤسسة حمد بن خالد آل ثاني لتعليم القرآن الكريم
      معاشر المسلمين ، لقد قضى الله جل وعلا أن تكون الحياة مدافعة بين الخير والشر ، وصراع بين الحق والباطل ، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن عداوة الكافرين لهذا الدين وأهله باقية مابقي مسلم ينافح عن دينه ، وأخبرنا أن اليهود باقون على حقدهم وخبثهم الذي كانوا عليه في أول الإسلام، بل وماكانوا عليه مع أنبيائهم من قبل ، فالقرآن الكريم يصور لنا طبيعة النفس اليهودية وما تنطوي عليه من الحقد والكبر والبغي وحب الإفساد في الأرض . هذه هي التركيبة اليهودية، هذه طبيعة تلك الأمة ، التي طالما خُدِّرنا بإمكانية العيش معها في سلام .
      لقد عاش اليهود في كنف الإسلام كغيرهم من أهل الملل آمنين مطمئنين على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ، ودور عبادتهم وطقوسهم ، وعندما لفظتهم أوروبا وجارت عليهم واضطهدتهم لم يجدوا ملاذا آمنا إلا في الأندلس المسلمة ، حتى أنه لما سقطت الأندلس اختار اليهود الهجرة مع المسلمين إلى المغرب الإسلامي خوفا من بطش محاكم التفتيش ، لكن هذه حقيقة هذه الأمة التي لعنها الله في كتابه على لسان أنبيائه ، هذه حقيقتهم كما صورها القرآن الكريم ؛ فماذا ننتظر من قوم قست قلوبهم, فهي كالحجارة, أو أشد قسوة؟ ماذا ننتظر من قوم تلطخت أياديهم بدماء الأنبياء و الرسل ، أفننتظر منهم الرحمة بالعزَّل الأبرياء؟ ! . ألم يقل الله عنهم: (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ) ، ألم يقل الله عنهم: (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ؟ ماذا ننتظر ممن أساؤا الأدب مع الله جل في علاه ، فقالوا لموسى عليه السلام: (أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً) ، وقالوا: (إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ) ، وقالوا: (يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا ) ؟
      إِنَّهُ لَجَهلٌ من بعضنا ، أَن يَطلُبَ التَّعَايُشَ أَو يَرجُوا السَّلامَ مِن قَومٍ أبوا أن يتعايشوا مع الأنبياء والرسل، قَومٌ قَالُوا فيما جاء به الرسل من ربهم : (سَمِعنَا وَعَصَينَا)، وَقَالُوا: (قُلُوبُنَا غُلفٌ)، وَقَالُوا: (عُزَيرٌ ابنُ اللهِ)، قَومٌ قال الله فيهم : (يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِنهُم إِلاَّ قَلِيلاً مِنهُمُ)، قَومٌ: (يَسعَونَ في الأَرضِ فَسَادًا).
      هذه الأمة المتغطرسة تتعطش للدماء والقتل والإفساد (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) . فماالحيلة في قوم تُربِّي فيهم عقيدتهم الأنانية واحتقار البشر، وأنهم شعب الله المختار، وأنهم أبناءُ الله وأحباؤه . هل يُظن بعد ذلك أن يكون عندهم احترام لمخلوق، أو تقدير لإنسان، بلا مصلحة . أما عداوتهم للمؤمنين فوسم وسمت به قلوبهم وتشربته طبائعهم (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) . ويجب أن نستيقن – أيها الأحبة- أن يهود الأمس هم يهود اليوم، وهم يهود الغد، اختلفت قوالبهم، واتحدت قلوبهم، فجرائم يهود عصرنا مثيلة الجرائم التي قام اسلافهم . ومجازرهم البشعة اليوم, هي امتداد لجرائمهم طوال تاريخهم، وقادتهم المجرمون اليوم, ليسوا إلا أبناء وأحفاد المحتلين المغتصبين, إن هذا كله ليؤكد لنا أن ما تفعله دولة يهود- برعاية حلفائها الحاقدين على الأمة - إنما هو حلقة من سلسلة العداء لدين محمد صلى الله وسلم وأتباعه، وسيبقى عداؤهم لنا على الدوام كماأخبرربنا جل وعلافي كتابه الكريم.
      معاشر المسلمين لقد مضى أمر الله في اليهود عندما فسدوا وأفسدوا أن سلط عليهم من يسومهم سوء العذاب، ثم قال سبحانه: (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا). وهاهم يعودون للبغي بين الحين والحين ، فيقذف الله في قلوبهم الرعب والهلع ويذلهم مع ماهم فيه من قوة ومنعة وحلفاء مجرمين . ومع هذه المآسي المتجددة، وظلامها الدامس نرى شعاع الأمل، والأمل بالله كبير. فبالأمس قالها المرابطون في غزة الكرامة، قالوها لليهود بعزة المؤمن الواثق بربه (( وإن عدتم عدنا )) ولسان حالهم يقول :
      إن عادت العقرب عدنا لها * وكانت النعل لها حاضرة .
      ولسائل أن يسأل لماذا هذا العدوان الغاشم المتكرر على غزة الأبية ؟ لماذا غزة دون غيرها تعاني الحصار والتجويع، والحرب والترويع؟ والتآمر من القريب والغريب ؟ لا يخفى على لبيب أن السبب هو أن أبطال غزة هم وحدهم الذين قالوا مرحبًا بالمنايا، في سبيل كرامة الأمة وعزتها، وحفظ مقدساتها.
      لأن رجال غزة رفضوا الذل وإعطاء الدنية ، أمام من لا يؤمن بعهد ولا ميثاق. ولسان حالهم :
      لا تسقني ماء الحياة بذلة بل *** فأسقى بالعز كأس الحنظل
      وماكان أحدنا يملك مايعتذر به لغزة وهي تُنتهك إلا أن يقول عذرًا غزة بني هاشم ؛ فقد أقعدنا الهوان، واذلنا حب الدنيا وأعجزنا التثاقل عن معالي الأمور عن نصرتكم وإغاثتكم. عذرًا غزة الشريفة؛ فقد انطفأت غيرتنا، وبردت نخوتنا . عذرًا غزة؛ فما في الأمة معتصم، ولا نور الدين، ولا صلاح .
      عذرًا؛ فغاية إقدامنا ونجدتنا أن نطالب بفتح المعابر لتوزيع الخبز وتضميد الجراح بعد كل عدوان .
      عذرًا؛ فقد أُلجمت أفواه الناصحين أن تطلق صيحة الجهاد والوقوف معكم في كثير من البلاد ، وأضحى الحديث عن الجهاد والمقاومة في زمن صلف الأقوياء جريمة نكراء . عذرًا إخوتنا في غزة؛ ففينا من الحزن والغم لجرحكم ما لا نبثه ونشكوه إلا إلى الله ، وعذرنا الذي نقدمه بين يدي أشرافكم من المجاهدين الصابرين أننا قد خذلنا معكم إخوانكم في سوريا وبورما وغيرهما ، فلم نخصكم بالخذلان دون غيركم والله المستعان وبيده وحده رفع الذلة والهوان .
      معاشر المسلمين ...إن الله جل وعلا قد يؤخر النصر لحكم يريدها ، فتأملوا هذه الحكم العظيمة يقول الله تعالى: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) . قال الإمام ابن كثير في تفسيره: (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ ) أي: هذا ولو شاء الله لانتقم من الكافرين بعقوبة ونَكَال من عنده، ( وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ) أي: ولكن شرع لكم الجهاد وقتال الأعداء ليختبركم، ويبلو أخباركم. كما ذكر حكمته في شرعية الجهاد في سورتي "آل عمران" و "براءة" في قوله: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) . وقال في سورة براءة: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) .
      معاشر المسلمين ، لإن كان إخوتنا في غزة قد قاسوا أياما صعابا ، فإن عدوهم قد ذاق شيئا مماذاقوا ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) فتخبط اليهود اياما وقاسوا من الخوف والاضطراب أضعاف ما عاشه المؤمنون الصابرون في غزة ، واصابهم من الهلع والرعب ما يجلي أوصافهم التي جاءت في القرآن الكريم ، مع ماهم فيه من قوة ، فهم قوم جبناء يحتمون بالآلات والجدرر والقبب ويلوذون بحلفائهم فزعين كالطفل يلوذ بأمه ، وصدق الله إذ قال فيهم (لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِى صُدُورِهِمْ مّنَ اللَّهِ) . والله ناصر أوليائه ، (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا اللَّهُ).
      معاشر المسلمين لقد علمتنا غزة دروسا كثيرة وعاها من وعاها؛ علمتنا أن الهمة العالية تصنع العجائب ، وأن المكارم منوطة بالمكاره ، ولله درُّ عمر رضي الله عنه إذ قال: "لا تستصغروا هممَكم، فإني لم أر أقصر عن المكرمات من صغر الهمم". وعملوا بالحكمة القائلة "اطلبوا الموت توهب لكم الحياة"فكان كذلك . فهَنِيئًا لإِخوَانِنَا في غَزَّةَ ممَّن قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ، وَعَسَى اللهُ أَن يَتَقَبَّلَهُم في الشُّهَدَاءِ وَيَرفَعَ مَنَازِلَهُم .
      وعلمتنا غزة أن المنافقين وابطال الطاولات والمباحثات الذين اتخذوا من القضية مهنة يسترزقون منها فهم كالديدان تعيش على الجروح ، أنهم جبناء مخذلون ، كما كان أسلافهم ففي غزوة أُحد انسحب ابن سلول بثلث الجيش قبيل المعركة ، وقال : والله ما ندري علامَ نقتل أنفسنا ههنا!! ولما أصاب المؤمنين ما أصابهم في أحد قال ومن معه: (لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا)، وقالوا: (لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ)، وكان هذا المنطق الجبان في نظر المنافقين حكمة وحذقاً، فقال تعالى في شأن غزوة أحد وماجرى فيها : (وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ). فالصراط المستقيم عند المنافقين هو المسارعة في موالاة الكافرين؛ لابتغاء العزة عندهم، قال تعالى : (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً). ومن لطف الله بعباده المؤمنين في غزة: أن ابتلاهم بالخذلان المبين من أقرب الناس إليهم ، وفي هذا فائدة عظيمة لهم بأن حماهم الله من المنافقين في داخلهم؛ فغزة نفت خبثها، وأخرجت مَن فيها من أعداء الجهاد، وأصبح جلها على قلب رجل واحد، تريد إحدى الحسنيين؛ النصرِ أو الشهادة، ولو بُلُوا بالمنافقين من داخلهم لفتوا في عضدهم، ولزادوهم خبالاً كما قال الله (لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ).
      علمتنا غزة أن النصر مع الصبر وأن الأمور كلها بيد الله وأن من توكل على الله كفاه ، وأن من تعلق بالأسباب وكل إليها ، فبسبب خذلان الناس لهم جعل الله قوتهم في إيمانهم وتوكلهم ، مع ضعفهم في عدتهم وعتادهم، وقلة الناصر والمعين، فعلقوا آمالهم بالله وكفى بالله وكيلاً: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
      علمتنا غزة أن الجهاد سبيل العزة ، وأن القوة هي قوة والإرادة ، وأن قليلا من السلاح مع كثير من الإيمان يغني عن جيوش كبيرة لم نرَ منها إلا الهزائم والنكبات والنكسات .
      علمتنا غزة أن الجيوش العربية الجرارة خائنة غاشة للأمة فكم كان بإمكانها أن تصنع لوصدقت مع الله ومع الأمة فقد هزمت إسرائيل الجيوش العربية مجتمعة عندما قاتلوا تحت رايات الجاهلية والقومية والخيانة وهزمتهم غزة عندما رفعت راية الإسلام عالية واضحة ، وهذا درس أنه عندما يدخل الإسلام في صراع الأمة مع اليهود فإن الميزان سيختلف تماما.
      وعلمتنا غزة درسا من نوع آخر وهو أن للأمة أعداء سوى اليهود هم أشد فتكا وأعظم خطرا وأفدح ضررا وأكثر إجراما وهم طغاة سوريا ومن يقف خلفهم من الطوائف البغيضة الحاقدة على الأمة فما قتلته إسرائيل في أسبوع يقتله النظام النصيري في يوم واحد بمباركة الامم المتحدة على الظلم ، وكم تخشى إسرائيل من زوال حكم النصيرية لسوريا وهم حارسها الأمين ، وعودة الإسلام لحكمها من جديد. وعلمتنا غزة أنه كما انتصر حملة راية افسلام في غزة فإنه منتصرون بإذن الله في سوريا ، وهذا وعد من الله لمن نصر دينه: (( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) .
      معاشر المسلمين ، وقد أظهر العدوان الأخير على غزة من هم أعداء الأمة وكيف يقفون خلف إسرائيل كعادتهم دائما فحين استنجدت بهم سارعوا إلى نجدتها وجابوا الأقطار للتفاوض على الهدنة لإزالة الرعب والهلع من صدور حلفائهم ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَولِيَاءَ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللهَ لاَ يَهدِي القَومَ الظَّالمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ في قُلُوبِهِم مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأتيَ بِالفَتحِ أَو أَمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا في أَنفُسِهِم نَادِمِينَ) .

      الخطبة الثانية ، معاشر المسلمين ، لا بُدَّ قَبلَ النَّصرِ وَالتَّمكِينِ في الأَرضِ مِنِ ابتِلاءٍ وَتَمحِيصٍ، ولا بُدَّ مِن تَميِيزِ الخَبِيثِ مِنَ الطَّيِّبِ، قَالَ -تَعَالى-: (أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُم لا يُفتَنُونَ * وَلَقَد فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعلَمَنَّ الكَاذِبِينَ)، وَقَالَ -سُبحَانَهُ-: (أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأتِكُم مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم مَسَّتهُمُ البَأسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلزِلُوا حَتى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصرَ اللهِ قَرِيبٌ)، وَقَالَ -جَلَّ وَعَلا-: (أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُم وَيَعلَمَ الصَّابِرِينَ)، وَقَالَ -سُبحَانَهُ-: (مَا كَانَ اللهُ لَيَذرَ المُؤمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُم عَلَيهِ حَتى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)، وَقَالَ -تَعَالى-: (أَم حَسِبتُم أَن تُترَكُوا وَلَمَّا يَعلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُم وَلم يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللهِ ولا رَسُولِهِ وَلا المُؤمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بما تَعمَلُونَ) .معاشر المسلمين .. إن نصرة أخواننا في فلسطين واجب يمليه الدين، وتفرضه الأخوة والنخوة ، كل بحسبه ومكانه وقدرته: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) . فبوسعي أنا وأنت يا عبد الله أن ننصر أخواننا بأن تبقى قضيتهم حية في قلوبنا لها نصيب من مجالسنا ومدارسنا، وصحفنا، وإعلامنا.
      وبأن ندعو لهم ولسائر إخواننا المستضعفين، في الجلوات والخلوات، وأن تضج محاريبنا ومنابرنا بالاستغاثة بالله وطلب العون منه، فقد أقسم ربنا - ومن أوفى بعهده من الله - أن ينصر دعوة المظلوم ولو بعد حين. وكذا نصرهم بالدعم المادي ، فأعظم النفقة، النفقة في سبيل الله، ويعظم أجر الصدقة بقدر الحاجة إليها: " ومَنْ خَلَفَ غازيًا في سبيل الله بخير؛ فقد غزا ". والحمد لله أن قنوات التبرع قد فُتحت أبوابها؛ فشمرا واستمروا يا أهل البذل والعطاء، والأيادي البيضاء .
      أيها الأحبة إن هذه الأحداث فرصة لأن يُذكَّر الناس بعقيدة يهود وعدائهم للمسلمين كما بينها القرآن الكريم ، وصدَّقها الواقع الأليم مع كشف خطوات التطبيع الظالم الذي يسعى لمحو عقيدة البراءة من اليهود من النفوس. ومن المهم توعية الناس بأهمية المقاومة لليهود وأن هذه المدافعة هي التي تؤخر العدو عن أطماعة في المنطقة، ولو لم يأت من المقاومة إلا أنها حفظت لنا قضية فلسطين والقدس لكفى، وإلا لأصبحت منسية كالأندلس الذبيحة . ومن وسائل النصرة التواصل بالإعلام وعبر شبكات الإنترنت لتثبيت المقاومة معنويًا، وليعلموا أنَّ قلوبنا وأصواتنا تلهج لهم بالدعاء والثناء.
      ومن أعظم اسباب النصرة لإخواننا ولديننا أن نصلح حالنا، ونصحح مسارنا، ونستغفر من ذنوبنا، ونتوب من خطايانا، ونكثر من الصدقات والقربات والصلاة فكم خذلنا أنفسنا وديننا وإخواننا بمعاصينا وكم حُرمنا من نصر وتوفيق بذنوبنا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
    [right][center][list=1][*]
    Popman
    Popman
    مشرف العاب اون لاين
    مشرف العاب اون لاين


    دولة : ُEgypt
    الجنس : ذكر
    العمر : 25
    عدد المساهمات : 69
    نقاط : 126
    تاريخ التسجيل : 20/10/2012
    تاريخ الميلاد : 04/04/1999
    السٌّمعَة : 0

    هكذا علمتنا غزة Empty رد: هكذا علمتنا غزة

    مُساهمة من طرف Popman السبت ديسمبر 01, 2012 7:44 am

    شكراا على الموضوع الجميل وهذا الموضوع يستحق التثبيت شكراا ال على الموضوع alien
    ريم 2012
    ريم 2012
    عضو جديد
    عضو جديد


    دولة : مصر
    الجنس : انثى
    العمر : 30
    عدد المساهمات : 27
    نقاط : 27
    تاريخ التسجيل : 23/07/2012
    تاريخ الميلاد : 12/04/1994
    السٌّمعَة : 0

    هكذا علمتنا غزة Empty رد: هكذا علمتنا غزة

    مُساهمة من طرف ريم 2012 السبت ديسمبر 01, 2012 4:58 pm

    بجد موضوع رائع

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 11:22 pm