هل تحب الله ؟ ..لا بدّ من البراهين
************************
* قال الفضيل بن عياض : إذا قيل لك أتحب الله تعالى ؟ فاسكت
،
************************
* قال الفضيل بن عياض : إذا قيل لك أتحب الله تعالى ؟ فاسكت
،
فإنك إن قلت : لا ، كفرت ، وإن قلتَ : نعم ، فليس وصفك وصف
المحبين فاحذر المقت .
*
اعلم أخي أن المحبة يدّعيها كل أحد، وما أسهل الدعوى وما أعزّ المعنى ، فلا
ينبغي أن يغتر الإنسانُ بتلبيس إبليس وخدع النفس مهما ادّعت محبة الله
تعالى ما لم يمتحنها ويطالبها بالبراهين والأدلة .
وإليك علامات محبة العبد لله تعالى :
__ لا يُتصور أن يحب القلبُ محبوبا إلا
ويحب مشاهدتَه ولقاءَه ، واعلم انه لا وصول إلا بالإرتحال من الدنيا
ومفارقتها بالموت فينبغي أن تكون محبا للموت غير فارٍ منه ، فإن المحب لا
يثقل عليه السفر عن وطنه إلى مستقر محبوبه لينعم بمشاهدته والموت مفتاح
المشاهدة .قال : [ من
أحبَّ لقاءَ الله ِ أحبَّ اللهُ لقاءَهُ ] متفق عليه .وقد شرط الله سبحانه لحقيقة الصدق في الحب
القتل في سبيل الله ، حيث قالوا إنا نحب اللهَ فجعل طلبَ الشهادةعلامته
،فقال تعالى : ( إن
اللهَ يُحبُّ الذينَ يُقاتِلونَ في سبيلِهِ صفًا ( 4)الصف.
__ أن يكون العبدُ مُؤْثرا ما أحبه اللهُ
تعالى على ما يحبه في ظاهره وباطنه، فيلزم مشاق العمل ويجتنب اتباع الهوى
ويعرض عن دعة الكسل ، ولا يزال مواظبا على طاعة الله ومتقربا إليه بالنوافل
وطالبا عنده مزايا الدرجات ،وقد وصف الله تعالى المحبين بالإيثار فقال : (
يُحبّونَ منْ هاجرَ
إليْهم ولا يَجدونَ في صُدورِهم حاجة ً مما أوتوا ويُؤثِرونَ على
أنفُسِهِم ولو كانَ بهِم خصاصة ٌ (9) الحشر . فمن أحب اللهَ لا يعصيه قال ابن المبارك رحمه
الله تعالى :
ويحب مشاهدتَه ولقاءَه ، واعلم انه لا وصول إلا بالإرتحال من الدنيا
ومفارقتها بالموت فينبغي أن تكون محبا للموت غير فارٍ منه ، فإن المحب لا
يثقل عليه السفر عن وطنه إلى مستقر محبوبه لينعم بمشاهدته والموت مفتاح
المشاهدة .قال : [ من
أحبَّ لقاءَ الله ِ أحبَّ اللهُ لقاءَهُ ] متفق عليه .وقد شرط الله سبحانه لحقيقة الصدق في الحب
القتل في سبيل الله ، حيث قالوا إنا نحب اللهَ فجعل طلبَ الشهادةعلامته
،فقال تعالى : ( إن
اللهَ يُحبُّ الذينَ يُقاتِلونَ في سبيلِهِ صفًا ( 4)الصف.
__ أن يكون العبدُ مُؤْثرا ما أحبه اللهُ
تعالى على ما يحبه في ظاهره وباطنه، فيلزم مشاق العمل ويجتنب اتباع الهوى
ويعرض عن دعة الكسل ، ولا يزال مواظبا على طاعة الله ومتقربا إليه بالنوافل
وطالبا عنده مزايا الدرجات ،وقد وصف الله تعالى المحبين بالإيثار فقال : (
يُحبّونَ منْ هاجرَ
إليْهم ولا يَجدونَ في صُدورِهم حاجة ً مما أوتوا ويُؤثِرونَ على
أنفُسِهِم ولو كانَ بهِم خصاصة ٌ (9) الحشر . فمن أحب اللهَ لا يعصيه قال ابن المبارك رحمه
الله تعالى :
تعصي الإله وأنت تظهر حبَّه هذا لعمري في الفعال بديع
لو كان حبـُك صادقا لأطتعـته إن المحب
لمن يحب مطيع
لو كان حبـُك صادقا لأطتعـته إن المحب
لمن يحب مطيع
__ أن لا يفتر لسانُه عن ذكر الله تعالى و لا يخلو عنه قلبه ،
فمن أحب شيئا أكثر بالضرورة ذكرَه وذكرَ ما يتعلق به ؛ فعلامة حب الله حبُّ
ذِكره ، وحبُ القرآن الذي هو كلامه ، وحب رسول الله وحب كل من يُنسب إليه وذلك ليس شركة في الحب بل هو دليل على
كمال حبه ومن غلب حبُّ الله على قلبه أحب جميعَ خلق الله لأنهم خلقه .
__ أن يكون أنسُه بالخلوةِ ومناجاتِه لله تعالى وتلاوةِ كتابه ،
فيواظب على التهجد ويغتنم هدء الليل وصفاء الوقت ، وعلامة الأنس مصير
العقل والفهم كله مستغرقا بلذة المناجاة ، وقد انتهت هذه اللذة ببعضهم حتى
كان في صلاته ووقع حريق في داره فلم يشعر به ، وقُطعت ِرجل بعضهم بسبب علة
أصابته وهو في الصلاة فلم يشعر به ، ومهما غلب عليه الحب والأنس صارت
الخلوةُ والمناجاة قرّةَ عينِه يدفع بها جميع الهموم ، فالمحب من لا يطمئن
إلا بمحبوبه قال تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئنُّ قلوبُهم بذكرِ اللهِ ألا بذكرِ اللهِ
تطمئنُّ القلوبُ
(28)الرعد) .
__ أن لا يتأسف على ما يفوته مما سوى
الله عزوجل ويعظم تأسفه على فوت كل ساعة خلت عن ذكر الله تعالى وطاعته
،فيكثر رجوعه عند الغفلات بالاستعطاف والاستعتاب والتوبة ، ولا يرى شيئا
إلا منه تعالى فلا يتأسف ولا يشْكِ واستقبل الكلَّ بالرضا وعلم أن اللهَ لم
يُقدِّر له إلا ما فيه خيرته ويذكر قوله : ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم (216) البقرة ) .
__ أن يتنعم بالطاعة ولا يستثقلها ويسقط عنه تعبُها ،قال بعضهم
: العمل على المحبة لا يدخله الفتور ومهما عجز بدنه كان أحب الأشياء إليه
أن تعاوده القدرة وأن يفارقه العجز حتى يشتغل به ، فمن كان محبوبه أحب إليه
من الكسل ترك الكسل في خدمته ، وإن كان أحب إليه من المال ترك المال في
حبه .
__ أن يكون مشفقا على جميع عباد الله
رحيما بهم شديدا على جميع أعداء الله وعلى كل من يقارف شيئا مما يكرهه، كما
قال تعالى : ( أشدّاءُ
على الكفار رُحماءُ بينَهُم (29) الفتح ، ولا تأخذه لومة لائم ولا يصرفه عن الغضب لله
صارف كما الصبي إذا كُلف بالشيء لم يفارقه أصلا ، وإن أخذ منه لم يكن له
شغل إلا البكاء والصياح حتى يُرَد إليه ، فإن نام أخذه معه في ثيابه وإذا
انتبه عاد وتمسك به ومهما فارقه بكى ومهما وجده ضحك ومن نازعه فيه أبغضه
ومن أعطاه أحبه ، وكما النمر فإنه لا يملك نفسَه عند الغضب حتى يبلغ من شدة
غضبه أنه يُهلك نفسه .
__ أن
يكون في حبه خائفا متضائلا تحت الهيبة والتعظيم ؛ وقد يُظَنُّ أن الخوف
يضاد الحب وليس كذلك ، بل إدراك العظمة يوجب الهيبة كما أن إدراك الجمال
يوجب الحب .فإن من أحب شيئا خاف لا محالة فقْدَهُ خوفَ الإعراض ، وأشد منه
خوف الحجاب ، وأشد منه خوف الإبعاد وهذاالمعنى الذي شيّب سيد المحبين عليه
الصلاة والسلام إذ سمع قوله تعالى ( ألا بُعدًا لِثمودَ (68) هود ، ( ألا بعدًا لِمَديَنَ كَما بَعِدَتْ ثمودُ (95) هود، وإنما تعْظُم هيبة ُالبعد
وخوفهُ في قلبٍ ألِفَ القربَ وذاقَهُ وتنعّمَ به .
فهذه علامات المحبة فمن تمت فيه هذه
العلامات فقد تمت محبته لله تعالى وخلُص حبه فصفا في الآخرة شرابُه وعَذب
مشربه .
فمن أحب شيئا أكثر بالضرورة ذكرَه وذكرَ ما يتعلق به ؛ فعلامة حب الله حبُّ
ذِكره ، وحبُ القرآن الذي هو كلامه ، وحب رسول الله وحب كل من يُنسب إليه وذلك ليس شركة في الحب بل هو دليل على
كمال حبه ومن غلب حبُّ الله على قلبه أحب جميعَ خلق الله لأنهم خلقه .
__ أن يكون أنسُه بالخلوةِ ومناجاتِه لله تعالى وتلاوةِ كتابه ،
فيواظب على التهجد ويغتنم هدء الليل وصفاء الوقت ، وعلامة الأنس مصير
العقل والفهم كله مستغرقا بلذة المناجاة ، وقد انتهت هذه اللذة ببعضهم حتى
كان في صلاته ووقع حريق في داره فلم يشعر به ، وقُطعت ِرجل بعضهم بسبب علة
أصابته وهو في الصلاة فلم يشعر به ، ومهما غلب عليه الحب والأنس صارت
الخلوةُ والمناجاة قرّةَ عينِه يدفع بها جميع الهموم ، فالمحب من لا يطمئن
إلا بمحبوبه قال تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئنُّ قلوبُهم بذكرِ اللهِ ألا بذكرِ اللهِ
تطمئنُّ القلوبُ
(28)الرعد) .
__ أن لا يتأسف على ما يفوته مما سوى
الله عزوجل ويعظم تأسفه على فوت كل ساعة خلت عن ذكر الله تعالى وطاعته
،فيكثر رجوعه عند الغفلات بالاستعطاف والاستعتاب والتوبة ، ولا يرى شيئا
إلا منه تعالى فلا يتأسف ولا يشْكِ واستقبل الكلَّ بالرضا وعلم أن اللهَ لم
يُقدِّر له إلا ما فيه خيرته ويذكر قوله : ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم (216) البقرة ) .
__ أن يتنعم بالطاعة ولا يستثقلها ويسقط عنه تعبُها ،قال بعضهم
: العمل على المحبة لا يدخله الفتور ومهما عجز بدنه كان أحب الأشياء إليه
أن تعاوده القدرة وأن يفارقه العجز حتى يشتغل به ، فمن كان محبوبه أحب إليه
من الكسل ترك الكسل في خدمته ، وإن كان أحب إليه من المال ترك المال في
حبه .
__ أن يكون مشفقا على جميع عباد الله
رحيما بهم شديدا على جميع أعداء الله وعلى كل من يقارف شيئا مما يكرهه، كما
قال تعالى : ( أشدّاءُ
على الكفار رُحماءُ بينَهُم (29) الفتح ، ولا تأخذه لومة لائم ولا يصرفه عن الغضب لله
صارف كما الصبي إذا كُلف بالشيء لم يفارقه أصلا ، وإن أخذ منه لم يكن له
شغل إلا البكاء والصياح حتى يُرَد إليه ، فإن نام أخذه معه في ثيابه وإذا
انتبه عاد وتمسك به ومهما فارقه بكى ومهما وجده ضحك ومن نازعه فيه أبغضه
ومن أعطاه أحبه ، وكما النمر فإنه لا يملك نفسَه عند الغضب حتى يبلغ من شدة
غضبه أنه يُهلك نفسه .
__ أن
يكون في حبه خائفا متضائلا تحت الهيبة والتعظيم ؛ وقد يُظَنُّ أن الخوف
يضاد الحب وليس كذلك ، بل إدراك العظمة يوجب الهيبة كما أن إدراك الجمال
يوجب الحب .فإن من أحب شيئا خاف لا محالة فقْدَهُ خوفَ الإعراض ، وأشد منه
خوف الحجاب ، وأشد منه خوف الإبعاد وهذاالمعنى الذي شيّب سيد المحبين عليه
الصلاة والسلام إذ سمع قوله تعالى ( ألا بُعدًا لِثمودَ (68) هود ، ( ألا بعدًا لِمَديَنَ كَما بَعِدَتْ ثمودُ (95) هود، وإنما تعْظُم هيبة ُالبعد
وخوفهُ في قلبٍ ألِفَ القربَ وذاقَهُ وتنعّمَ به .
فهذه علامات المحبة فمن تمت فيه هذه
العلامات فقد تمت محبته لله تعالى وخلُص حبه فصفا في الآخرة شرابُه وعَذب
مشربه .
وكلمة أخيرة :
ما دام قلبك يلتفت إلى غيرالله فزاوية من قلبك مشغولة بغيره ،
فبقدر ما
يُشغل بغيره ينقُص منه حب الله .
ومن دعاء النبي :
(
اللهم إني أسألك
حبَّك وحبَّ من يحبك والعملَ الذي يبلغني حبَّك ، اللهم اجعل حبَّك أحبَّ
إليَّ من نفسي وأهلي ومن الماء البارد ) رواه الترمذي .آمين ..آمين ..آمين
والحمد لله رب العالمين
***************
منقول ، نفعنا الله وإياكم
ما دام قلبك يلتفت إلى غيرالله فزاوية من قلبك مشغولة بغيره ،
فبقدر ما
يُشغل بغيره ينقُص منه حب الله .
ومن دعاء النبي :
(
اللهم إني أسألك
حبَّك وحبَّ من يحبك والعملَ الذي يبلغني حبَّك ، اللهم اجعل حبَّك أحبَّ
إليَّ من نفسي وأهلي ومن الماء البارد ) رواه الترمذي .آمين ..آمين ..آمين
والحمد لله رب العالمين
***************
منقول ، نفعنا الله وإياكم