معنى الزكاة لغويا : النماء والتطهير.
ومعناها شرعا : سميت زكاة فى الشرع لوجود المعنى اللغوى فيها وقيل : لأنها تزكى صاحبها وتشهد له بصحة إيمانه لقوله (صلى الله عليه وسلم): (الصدقة برهان).
قال تعالى: ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم) [التوبة:103].
وقال تعالى: ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [ البقرة:274].
قال ابن كثير فى تفسيره:
هذا مدح من الله تعالى للمنفقين فى سبيله وابتغاء مرضاته فى جميع الأوقات من ليل أو نهار وسر وجهار.
وذكر ابن أبى حاتم عن ابن جبير عن أبيه أنه قال: كان لى أربعة دراهم فأنفق درهما ليلا ودرهما نهارا ودرهما سرا ودرهما علانية فنزلت هذه الأية التى نحن بصددها.
قال تعالى: ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) [ المائدة:55].
قال تعالى: ( وسيتجنبها الأتقى * الذى يؤتى ماله يتزكى) [الليل: 18].
(1) باب فضل الزكاة أنها ركن من أركان الإسلام
(1) عن ابن عمر (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) [ رواه البخارى (1/ح8/فتح) ومسلم ( 1/ إيمان/45/ح21) والترمذى (5/ح2609) وأحمد فى مسنده (2/ 120،93،26) وابن خزيمة (1/ح308) والبيهقى فى السنن (1/358)].
(2) باب فضل زكاة الفطر
(2) عن ابن عباس (رضى الله عنه) قال: ( فرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهى زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقة من الصدقات) [ فى صحيح ابن ماجة (1480) وفى سننه (1827/585/1) وفى سنن أبو داود (1594/3/5) وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3570) والإرواء (843)].
قلت : ذكر النووى فى (شرح مسلم) (6/7) أن عامة الفقهاء وجمهور العلماء على أن إخراج القيمة فى زكاة الفطر لا تجزئ فالأئمة : أحمد والشافعى ومالك وابن حزم وابن المنذر على أن زكاة الفطر لا تخرج الا طعام يعنى حوالى 2ونصف ك أرز على الفرد.
(3) باب فضل الزكاة تدخل الجنة
(3) عن أبى أيوب أن رجلا قال للنبى (صلى الله عليه وسلم) : ( أخبرنى بعمل يدخلنى الجنة قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصل الرحم) [ أخرجه البخارى (3/ح1396/ فتح) ومسلم (1/ الإيمان/42-43/ح12)].
(4) باب فضل الصدقة والإنفاق
(4) عن خزيم بن فاتك (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( من أنفق نفقة فى سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف) [ رواه أحمد والترمذى والنسائى والحاكم وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6110) وصحيح الترغيب (2/156) والمشكاة (3826)].
(5) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( إن الله عزوجل يقبل الصدقات ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربى لأحدكم مهره أو فلوه أو فصيلة حتى إن اللقمة لتصير مثل جبل أحد) [ رواه أحمد والترمذى وقال حديث صحيح].
قال وكيع : وتصديق ذلك فى القرآن : ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده يأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم) [ التوبة :104].
وقوله: ( يمحق الله الربا ويربى الصدقات) [البقرة: 276].
يربى : أى ينمو ويزيد.
فصيلة : المهر.
الفلو والفصيل : ولد الفرس.
(6) عن بريدة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ما يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنها لحى سبعين شيطانا) [ رواه أحمد والحاكم وابن خزيمة والطبرانى فى الأوسط وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (5814) والصحيحة (1268)].
(7) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما فأما المنفق لا ينفق شيئا الا سبغت على جلده أو وفرت على جلده حتى تخفى بنانه وتعفو أثره وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا الا لزفت كل حلقه مكانها فهو يوسعها فلا تتسع) [ رواه البخارى (3/ح1443/ فتح) ورواه مسلم (الزكاة/ج2/ح75)].
معنى جنتان: مفردها (جنة) وهى الدرع ومعناها أن المنفق كلما أنفق طالت حتى يجر وراءه وتخفى رجليه وأثر رجليه وأثر مشيته وخطواته.
ومعنى تعفو أثره: أى تمحو.
(8) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ما من يوم يصبح العباد فيه الا ملكان ينزلان فيقوا أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا. ويقوا الأخر: اللهم أعط ممسكا تلفتا) [ رواه البخارى (2/142) ومسلم (الزكاة57) والبيهقى (187) وسنة البغوى (6/156) وكنز العمال (16121،16016،1985)].
(5) باب فضل الصدقة ولو بقليل
(9) عن عدى بن حاتم (رضى الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (من استطاع أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل) [ رواه مسلم وهذا لفظه (ح66/ط4) ووافقه البخارى بهذا المعنى (ج3/1417)].
معنى بشق تمرة : أى نصفها.
(10) وعن أبى ذر (رضى اله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (سبق درهم مائة ألف درهم: رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به ورجل له مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألف فتصدق بها) [ رواه أبو داود والنسائى ورواه أيضا النسائى وابن حبان فى صحيحه عن أبى هريرة وابن خزيمة وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3606) وفى صحيح الترغيب (875)].
(6) باب فضل الصدقة على ذى الرحم
(11) عن سلمان بن عامر (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) : ( صدقة ذى الرحم على ذى الرحم صدقة وصلة) [رواه الطبرانى فى الأوسط وفى الإرواء (883) وحسنه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3763)].
(7) باب النفقة على البنات والأخوات
(12) عن عقبة بن عامر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة) [ رواه أحمد وابن ماجة وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6488)].
معنى من جدته : أى من كسب يده.
(13) وعن عائشة (رضى الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( ليس أحد من أمتى يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن الا كن سترا من النار) [ رواه البيهقى فى شعب الإيمان والبخارى فى الأدب وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (5372)].
معنى يعول : أى ينفق.
قال المناوى فى فيض القدير(5/362):
يعولهن ومع ذلك يحسن إليهن فى الإقامة عليهن بألا يمن عليهن ولا يظهر لهن الملل الا كن له سترا من النار أى وقاية من دخول النار لأنه كان لهن سترا فى الدنيا وذل السؤال وهتك الأعراض.
(14) وفى رواية عن عائشة (رضى الله عنها) : ( من ابتلى بشئ من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار) [ رواه الترمذى وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (5931)].
(8) باب فضل النفقة على اليتيم والجارة والأرملة والمسكين
(15) عن سهل بن سعد (رضى الله عنه) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة) وقرن بين إصبعيه الوسطى والتى تليها أى الإبهام. [ صحيح أبى داود للشيخ الألبانى (ج3/ح4289/ص968) وفى صحيح الترمذى للألبانى بنحوه رقم (1564)].
وعن أنس (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من عال جاريتين حتى يدركا دخلت أنا وهو الجنة كهاتين) وأشار بإصبعه السبابة والتى تليها.
(16) وعن عائشة (رضى الله عنها) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أنا وكافل اليتيم له أو لغيره فى الجنة والساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله ) [ رواه الطبرانى فى الأوسط ومسلم عن أبى هريرة (8/221) وصححه الألبانى فى صحيح الجامع(1476)].
(9) باب فضل زرع الثمار صدقة
(17) عن جابر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شئ وإلا كانت له صدقة) [ رواه مسلم (ج3/ح8/ص1188/ مساقات)].
وفى الصحيحين عن أنس (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل فيه طير أو إنسان أو بهيمة الا كان له به صدقة).
(10) باب فضل النفقة على الجيش الغازى
(18) عن زيد بن خالد (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: ( من جهز غازيا فى سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا فى سبيل الله أهله بخير فقد غزا) [ رواه البخارى (4/32) ومسلم (الامارة135/136) والترمذى (1628) والنسائى (6/46) وأبو داود (2509) والطبرانى الكبير(5/282،280) وكنز العمال (10710،10554،10553) وفى الترغيب للمنذرى (2/254)].
وعنه أيضا: ( من جهز غازيا فى سبيل الله كان له مثل أجره) [ رواه ابن ماجة وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6194)].
(11) باب فضل العامل بحق على الصدقة
(19) عن رافع بن خديج (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( العامل بالحق على الصدقة كالغازى فى سبيل الله عز وجل حتى يرجع إلى أهله) [ رواه أحمد أبو داود والترمذى وابن ماجة والحاكم وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع رقم (4117)].
قلت : ومعنى العامل بالحق على الصدقة : أى الموصل الصدقة للمستحقين لها بأمانة واستعفاف.
(20) عن أبى موسى (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( الخازن المسلم الأمين الذى يعطى ما أمر به كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذى أمر به أحد المتصدقين) [ صحيح أبى داود للألبانى (ج1/ح1476/ص316)].
قلت : ومعنى الخازن المسلم الأمين : أى المتكفل بأداء الصدقة عن غيره بأمانة.
(12) باب فضل الصدقة وأنها تقع على كل معروف
(21) عن أبى ذر (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( إن ناسا من أصحاب النبى (صلى الله عليه وسلم) قالوا: يا رسول الله: ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضل أموالهم. قال: أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به؟ إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهى عن منكر صدقة وفى بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتى أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها فر حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها فى الحلال كان له أجر) [ رواه البخارى (ج2/843) ومسلم (ج2/ح53/ص697) بنحوه وأبو داود (ج/15042) وابن ماجة (ج1/927)].
(13) باب أفضل الصدقات
(23) عن أبى أمامة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( أفضل الصدقات ظل فسطاط فى سبيل الله عز وجل أو منحة خادم فى سبيل الله أو طروقة فى سبيل الله) [ رواه أحمد والترمذى (1627) وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب والطبرانى فى الكبير(8/279) وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (1109) وتخريج التغريب (2/158) والحاكم وابن عساكر.
الفسطاط : بيت من الشعر.
الطروقة : الناقحة التى بلغت أن يطرقها الفحل.
(24) وعن أبى أيوب ( رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أفضل الصدقة الصدقة على ذى الرحم الكاشح) [ رواه أحمد والطبرانى فى الكبير وأخرجه البخارى فى الأدب المفرد وأبو داود والترمذى ورواه ابن خزيمة وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (1110) والإرواء (892)].
الكاشح : البخيل.
(25) وعن سعد بن عبادة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أفضل الصدقة سقى الماء) [ رواه أحمد وأبو داود والنسائى وابن ماجة والحاكم وأخرجه أبو يعلى فى مسنده عن ابن عباس وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (1113)].
(26) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أعظم الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تهمل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا ألا وقد كان لفلان) [ رواه مسلم (ج2/ح92)].
(27) وعن ثوبان ( رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أفضل دينار ينفقه الرجل دينار أنفقته فى رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذى أنفقته على أهلك) [ رواه مسلم (ج2/ح39/زكاة) ورواه أبو داود بهذا المعنى (ج2/1676)].
رقبة : أى فى عتق رقبة أى عتقها.
(14) باب فضل المنيحة
(28) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) : ( من منح منحة غدت بصدقة وراحت بصدقة صبوحها وغبوقها) [ رواه مسلم (ج4/زكاة/ح74)
معنى المنيحة: هى العطية .
معنى صبوحها وغبوقها: الصبوح ما حلب من اللبن بالغداة والغبوق بالعشى.
قال القاضى عياض:
هما مجروران على البدل من قوله بصدقة ويصح نصبها على الظرف.
(15) باب إخفاء الصدقة
(29) عن أبى سعيد (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( صدقة السر تطفئ غضب الرب) [ رواه الطبرانى فى الصغير وهو صحيح رواه ابن عساكر فى السرائر وأبو بكر الذكراتى عن عمر والطبرانى أيضا فى الأوسط عن ابن سلمة وفى الروض النضير (375) وفى صحيح الترغيب (2/31) والصحيحة (1908) وصحيح الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3759)].
(30) وفى الحديث الذى فيه السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة من حديث أبى هريرة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى اله عليه وسلم): ( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) [ رواه البخارى فى صحيحه ورواه مسلم (ج2/ح1031/ الزكاة) وابن خزيمة فى صحيحه (358)].
أسأل الله العظيم أن يزكى ويطهر أنفسنا وأموالنا.
معنى الصيام لغة:
هو الإمساك. قال أبو عبيدة كل ممسك عن الطعام أو كلام أو سير فهو صائم.
وشرعا:
هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس.
وهو الإمساك عن المباحات والحلال فى وقت مخصوص كصيام رمضان أو التطوع لتهذيب النفس وإحساسها بالفقير وتعليمها الزهد وهو أيضا الإمساك عن المعاصى طول الحياة.
قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) [البقرة:183].
قال ابن كثير:
إن الله يخاطب المؤمنين آمرا بالصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة لله عز وجل لما فيه من تزكية النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط والأخلاق الرذيلة.
وقال تعالى: ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية) [ الحاقة:24].
قال وكيع:
هى أيام الصيام إذا تركوا الأكل والشراب فى الدنيا.
(1) باب فضل السحور
السحور يشتق من السحر وهو آخر الليل أى الوقت الذى قبل الفجر بمقدار خمسين آية.
قلت : وأجمع العلماء على استحبابه لأن السحور تحصل منه على الرغبة فى الازدياد من الصيام لأنه يعين على الصيام وكما قال النبى (صلى الله عليه وسلم) ( السحور بركة).
(1) عن أنس بن مالك (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( تسحروا فان فى السحور بركة) [أخرجه البخارى فى الفتح (4/ح1923) ومسلم فى الصوم (2/70/ح45) والترمذى (3/ح708) والنسائى عن قتادة (4/ح2145) وابن ماجة عن أنس (1/ح1692) وأحمد فى المسند (3/99)].
(2) عن ابن عمر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين) [ رواه الطبرانى وصححه ابن حبان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع رقم (1844)].
(3) وعن عمرو بن العاص (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) [ رواه مسلم (2/ صوم/770-771/ح46) وأبو داود (2/ح2343) والترمذى (3/ح709) والنسائى (4/ح2165)].
ومعنى فصل : أى فرق.
(2) باب أفضل السحور
(4) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( نعم سحور المؤمن التمر) صححه ابن حبان فى صحيحه.
نعم : أى أفضل وأحسن.
(5) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (نعم السحور التمر) [ رواه ابن حبان فى صحيحه والبيهقى فى السنن وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (6772)].
(3) باب فضل تأخير السحور
(6) عن أبى الدرداء (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (ثلاث من أخلاق النبوة تعجيل الإفطار وتأخير السحور ووضع اليمين على الشمال فى الصلاة) [ رواه الطبرانى وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3038)].
وقال الشيخ محمد صفوت نور الدين وقد سمعته فى محاضرة يقول:
تأخير السحور أفضل للمتسحر وهو قبل الفجر بقليل لأنه ممكن بإذن الله أن يكون سببا فى نجاتك من النار ودخولك الجنة لأنك تقول فى دعاء الطعام: (اللهم بارك لنا فى ما رزقتنا وقنا عذاب النار) دعاء السحر مستجاب.
(7) وعن العرباض بن سارية (رضى الله عنه) قال: دعانى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الى السحور فى رمضان فقال: ( هلم الى الغداء المبارك) [ رواه أبو داود والنسائى وابن خزيمة وابن ماجة فى صحيحيهما وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الترغيب (1059)].
وقوله الى السحور : أى فى وقت السحر فى آخر الليل قبل طلوع الفجر بقليل.
(4) باب فضل الصيام عامة
(8) عن سهل بن سعد (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إن فى الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد) [ رواه البخارى (4/ح1896/فتح) ومسلم (2/صوم/808/ح166) والترمذى (3/765) وابن ماجة (1/ح1640)].
(9) عن عثمان بن أبى العاصى (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (الصوم جنة من عذاب الله) [ رواه البيهقى فى شعب الإيمان وأحمد والنسائى وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3866) وصحيح الترغيب (971)].
(10) عن عثمان (رضى الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( الصوم جنة يستجن بها العبد من النار) [ رواه الطبرانى فى الكبير وأحمد والنسائى وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3867) وصحيح الترغيب (970)].
قوله: يستجن بها: أى يقى نفسه من عذاب الله بالصوم.
(11) عن أبى أمامة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( الصيام جنة محصن حصين من حصون المؤمن وكل عمل لصاحبه الا الصيام يقول الله: الصيام لى وأنا أجزى به) [ رواه الطبرانى فى الكبير وحسنه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3881)].
(12) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (الصيام جنة وحصن حصين من النار) [ رواه أحمد والبيهقى فى شعب الإيمان وحسنه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3880) وصحيح الترغيب (972)].
(13) وعن ابن عمر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة. يقول الصيام: أى ربى انى منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعنى فيه. ويقول القرآن: رب منعته النوم باليل فشفعنى فيه فيشفعان) [ رواه أحمد والطبرانى فى الكبير والحاكم والبيهقى فى شعب الإيمان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3882) والمشكاة (1963) وصحيح الترغيب (973)].
وفى الحديث الذى فى الصحيحين من حديث أبى هريرة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال الله عز وجل: ( كل عمل ابن آدم له الا الصيام فانه لى وأنا أجزى به) والى قول النبى (صلى الله عليه وسلم): ( والذى نفس محمد بيده لخلو فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان إذا أفطر فرح وإذا لقى ربه فرح بصومه).
(14) وعن أبى امامة (رضى الله عنه) قال: رأيت النبى (صلى الله عليه وسلم): فقلت: يا رسول الله مرنى بعمل يدخلنى الجنة؟ قال: ( عليك بالصوم فانه لا عدل له) ثم أتيته الثانية فقال: ( عليك بالصيام) [ رواه أحمد والنسائى والحاكم صححه].
معنى لا عدل له : أى لا مثيل له فى الجزاء.
وقال أحد السلف من الأئمة العلماء:
الصيام له فضل خاص وذلك لأنه لا يدخل يوم القيامة فى رد المظالم.
(5) باب فضل رمضان وصيامه
(15) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين) [ أخرجه البخارى (4/1898) ومسلم (ح1079) والترمذى (ج3/62) والنسائى (4/126) وابن ماجة (1/1642) وفى رواية أخرى صحيحة صححها الألبانى فى صحيح الجامع رقم (759) من مختصر حديث].
ومعنى صفدت : أى حبست.
( وينادى مناد كل ليلة : يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة).
(16) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) [ رواه البخارى (1/ح38/ فتح) ومسلم (1/532/1726/ مسافرين)].
(17) وعن أبى سعيد الخدرى أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: ( من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما كان ينبغى أن يتحفظ منه كفر ما قبله) [ رواه أحمد فى مسنده والبيهقى فى سننه بسند جيد وفى الترغيب للمنذرى (2/91) وابن حبان فى صحيحه].
(6) باب فضل صيام الستة من شوال
قال تعالى: ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) [ الأنعام: 160].
(18) وعن أيوب (رضى الله عنه) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر) [أخرجه مسلم (2/صوم/822/ح204) وأبو داود (4/ح2433) والترمذى (3/ح759) وابن ماجة (1/ح1716)].
معنى الدهر : أى العام.
قال الإمام الصنعانى:
لا دليل على اختيار كونها من أول الشهر وآخره وهذا مخير وأنها بصيام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان بعشر أشهر وست من شوال بشهرين.
(7) باب فضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر
(19) عن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( صوم ثلاثة أيام من كل شهر كصوم الدهر كله) [ أخرجه البخارى (4/ح1975) فتح. ومسلم (2/صوم/812-818/181)].
والأفضل فى صيامها البيض الثلاث وهى الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجرى وهو الصحيح المشهور ففى الحديث الذى رواه الترمذى وقال حسن من حديث أبى زر قال النبى (صلى الله عليه وسلم) له: ( إذا صمت من الشهر ثلاثا فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة)
(20) عن على وعن ابن عباس (رضى الله عنهما) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (صوم شهر الصبر وثلاثة من كل شهر يذهبن وحر الصدر) [ رواه البزار وفى سنن البغوى والطبرانى فى الكبير عن النمر بن تولب وابن حبان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3804) وصحيح الترغيب (1022)].
قلت : معنى حر الصدر : ما فيه من الحقد والحسد والبخل وغير ذلك من الشرور التى يذهبها الصيام.
(8) باب فضل صيام المحرم وشعبان
(21) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) [ رواه مسلم (2/صوم/812ج202) وأبو داود (2/ح2429) والترمذى (2/ح438) والنسائى (3/1612) وأحمد فى مسنده (2/344/353)].
(22) عن عائشة (رضى الله عنها) قالت: ( لم يكن النبى (صلى الله عليه وسلم) يصوم من شهر أكثر من شعبان فانه كان يصوم شعبان كله) [ أخرجه البخارى (4/ح1970) وفى رواية لمسلم (قالت: كان يصوم شعبان الا قليلا) فى كتاب الصوم (ج3/ص811/ح176)].
(9) باب فضل صيام يوم عرفة وعاشوراء
(23) عن أبى قتادة (رضى الله عنه) قال: سئل النبى (صلى الله عليه وسلم) عن صوم يوم عرفة فقال: ( يكفر السنة الماضية والباقية) [ أخرجه مسلم (2/صوم/819ح197) وأحمد فى مسنده (5/297) والبيهقى فى السنن (4/283)]
(24) وعن أبى قتادة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: ( يكفر السنة الماضية) [ رواه مسلم (2/صوم189/ح197) والبيهقى فى السنن (4/283)].
قال العلماء:
من السنة صيام يوم قبل عاشوراء وهو تاسوعاء وذلك فى الحديث الذى رواه مسلم من حديث ابن عباس قال النبى (صلى الله عليه وسلم): ( إن بقيت الى قابل لأصومن التاسع).
معنى قابل: أى القادم من العام.
(25) وعن قتادة بن النعمان (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من صام يوم عرفة غفر الله له سنتين سنة أمامه وسنة خلفه) [ رواه ابن ماجة وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6335)].
(10) باب فضل صيام الاثنين والخميس
(26) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملى وأنا صائم) [ رواه الترمذى (3/ح747) وقال حديث حسن وأبو داود (2/ح2436) وإسناده صحيح رواه مسلم بغير ذكر الصوم (4/البر/1987-1988/ح36)].
(27) وعن أبى قتادة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: ذلك يوم ولدت فيه ويوم بعثت أو أنزل على فيه) ( رواه مسلم (2/صوم819/ح197) وأحمد فى مسنده (5/297) والبيهقى فى السنن (4/283)].
ومعنى أنزل على : أى الوحى.
(28) وعن عائشة (رضى الله عنها) قالت: ( كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتحرى صوم الاثنين والخميس) [ رواه الترمذى وقال حديث حسن (3/ح745) والنسائى (4/ح2359) وابن ماجة (1/ح1739) وإسناده صحيح].
معنى يتحرى : أى يفضل.
(11) باب فضل صيام يوم فى سبيل الله
(29) عن أبى سعيد الخدرى (رضى الله عنه) عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ما من عبد يصوم يوما فى سبيل الله الا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) [ رواه مسلم (ح1153) ووافقه البخارى (3/2840) والترمذى (ج3/1623) وابن ماجة (ج1/1717) وأحمد فى مسنده].
معنى خريفا : أى سنة.
(30) وعن أبى أمامة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: ( من صام يوما فى سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض) [ رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (6333) والصحيحة (563) وصحيح الترغيب (981)].
(31) وعن عقبة بن عامر (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( من صام يوما فى سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام) [ رواه النسائى وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (6330) وفى صحيح الترغيب (2/62)].
(12) باب فضل صيام العشرة الأيام الأولى من ذى الحجة
(32) عن ابن عباس (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب الى الله من هذه الأيام) يعنى أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال: ( ولا الجهاد فى سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ) [رواه البخارى (2/ح969/فتح) وأبو داود (2/ح2438) والترمذى (3/ح757) وابن ماجة (1/ح1727) وأحمد فى مسنده (1/224)].
(13) باب فضل الصيام فى الشتاء
(33) عن عامر بن مسعود (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: ( الصوم فى الشتاء الغنيمة الباردة) [ رواه أحمد وأبو يعلى فى مسنده والطبرانى فى الكبير والبيهقى فى شعب الإيمان ورواه الطبرانى فى الأوسط وفى الكامل لابن عدى وحسنه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3868)].
(14) باب أفضل الصيام
(34) عن ابن عمر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( صم أفضل الصيام صيام داود صوم يوم وفطر يوم) [ رواه النسائى وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (3793)].
(15) باب فضل من مات وهو صائم
(35) عن حذيفة بن اليمان (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( من ختم له بصيام يوم دخل الجنة) [ رواه البزار وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6224)].
قال المناوى فى فيض القدير:
أى ختم عمره بصيام يوم بأن يموت وهو صائم أو بعد فطره من صومه دخل الجنة أى مع السابقين الأولين أو من غير سبق عذاب.
(16) باب فضل الفطر بعد الصوم
(36) عن جابر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( ان لله تعالى عند كل فطر عتقاء من النار وكذلك كل ليلة) [ حسن. رواه ابن ماجة ورواه أحمد والطبرانى فى الكبير والبيهقى فى الشعب وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع (2170)].
(17) باب فضل من فطر صائم
(37) عن زيد بن خالد الجهنى (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم): ( من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا) [ رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح وأخرجه ابن ماجة وصححه ابن خزيمة وابن حبان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6415)].
(18) باب فضل تعجيل الفطر
(38) عن سهل بن سعد (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( لا يزال الناس بخير حتى عجلوا الفطر) [ رواه البخارى (1957/198/4) ورواه مسلم (1098/771/2) والترمذى (695/103/2)].
(39) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول اله (صلى الله عليه وسلم): ( لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون) [ رواه أبو داود والحاكم وابن حبان وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (7689) وصحيح الترغيب (1067)].
(40) وعن أبى أمامة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( لله عند كل فطر عتقاء) [ رواه أحمد والطبرانى والبيهقى وصححه الألبانى فى صحيح الترغيب].
أسأل الله العظيم أن يجعلنا من الصوامين المعتوقين من النار.
قال تعالى: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) [ آل عمران: 97].
فى تفسير ابن كثير:
أنه صح عن عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) أنه قال: ( من أطاق الحج فلم يحج فسواء عليه مات يهوديا أو نصرانيا والاستطاعة تكون بالمال والزاد والصحة والراحلة وتكون النفقة من طيب حلال.
(1) باب فضل الحج بأنه ركن من أركان الإسلام
(1) عن ابن عمر (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله واقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) [ أخرجه البخارى (1/ح8/فتح) ومسلم (1/الإيمان/45/ح21) والترمذى (5/ح2609) وأحمد فى مسنده (2/120,93,26) وابن خزيمة (1/ح308) والبيهقى فى السنن (1/358)].
(2) باب فضل الحج عامة
(2) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) [ رواه البخارى (3/ح1521 فتح) ومسلم (2/حج/984) وأكد فى مسنده (2/229) وابن خزيمة (4/ح2514)].
قال ابن حجر:
أى بغير ذنب صغير ولا كبير.
(3) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: سئل النبى (صلى الله عليه وسلم) :( أى العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد فى سبيل الله. قيل ثم ماذا؟ قال: حج مبرور)
الحج المبرور:
هو الذى لا يرتكب صاحبه فيه معصية.
(4) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) )ثلاثة فى ضمان الله عز وجل: رجل خرج من الى مسجد من مساجد الله عز وجل ورجل خرج غازيا فى سبيل الله تعالى عز وجل خرج حاجا)[ رواه أبو يعلى فى الحلية وصححه الألبانى فى صحيح الجامع(3051)].
معنى فى ضمان الله: أى فى حفظه.
(5) وعن ابن عمر(رضى الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): ( أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فان لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله بها حسنة ويمحو عنك بها سيئة وأما وقوفك بعرفة فان الله عز وجل ينزل الى السماء الدنيا فيباهى بهم الملائكة فيقول: هؤلاء عبادى جاؤونى شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتى ويخافون عذابى ولم يرونى فكيف لو رأونى؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها عنك وأما رميك للجمار فانه مدخور لك وأما حلقك رأسك فان لك بكل شعرة حسنة فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك)[ رواه الطبرانى فى الكبير وابن حبان فى صحيحه والبزار وصححه الألبانى فى صحيح الجامع(136)]
معنى عالج: هو ما تراكم من الرمل ودخل بعضهن بعض.
(3) باب فضل الحج والعمرة والمتابعة بينهما
(6) عن جابر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): (أديموا الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد)[ رواه الدار قطنى فى الإفراد ورواه الطبرانى فى الأوسط وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع(253) والصحيحة(1085)].
(7) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرو ليس له جزاء الى الجنة)[ رواه البخارى (1773/597/3) ومسلم(1349/983/2) والترمذى(937/206/2) وابن ماجة(288/964/2) والنسائى(115/5)].
(4) باب فضل العمرة فى رمضان
(8) عن ابن عباس (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( عمرة فى رمضان تعدل عمرة أو حجة معى) أى مع النبى (صلى الله عليه وسلم)[ أخرجه البخارى(3/ح1782/فتح) مسلم( 2/حج/ح222) وأبو داود(2/ج1988) والترمذى(3/939) وابن ماجة(2/ح2991) وأحمد( (1/308)].
(5) باب فضل يوم عرفة
(9) عن عائشة (رضى الله عنها) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة)[ رواه مسلم (2/حج/982-983/ح436) والنسائى (5/ح3003) وابن ماجة (2/ح3014)].
(6) باب فضل الطواف بالبيت الحرام
(10) عن ابن عمر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة لا يوضع قدما ولا يرفع أخرى الا حط الله عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة) [ رواه الترمذى والنسائى والحاكم وابن خزيمة وابن حبان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع(6380)].
(7) باب فضل مسح الحجر السود مع الركن اليمانى
(11) عن ابن عمر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( إن مسح الأسود والركن اليمانى يحطان الخطايا حطا)[ رواه أحمد فى مسنده والترمذى وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع(2194)].
(8) باب فضل رفع الصوت بالتهليل والتكبير فى الحج
(12) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ما من أهل مهل ولا كبر مكبر قط الا بشر بالجنة)[ رواه الطبرانى فى الأوسط وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع(5569)].
(9) باب فضل النفقة فى الحج
(13) عن بريدة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): النفقة فى الحج كالنفقة فى سبيل الله بسبعمائة ضعف)[ إسناده حسن رواه أحمد والبيهقى وصححه السيوطى].
(10) باب فضل الحلق والتقصير فى الحج
(14) عن ابن عمر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): ( اللهم ارحم المحلقين) قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: ( اللهم ارحم المحلقين) قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال:( اللهم ارحم المحلقين) قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال( والمقصرين)[ رواه البخارى (ج3/1727) ومسلم (ج2/الحج/317)].
(11) باب فضل الشراب من ماء زمزم
(15) عن جابر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ماء زمزم لما شرب له) [ رواه أحمد وابن ماجه وابن أبى شيبة فى مصنفه والبيهقى فى سننه وفى شعب الإيمان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع(5502)].
معنى لما شرب له : أى ما شرب من أجله.
وقال الشافعى:
شربت ماء زمزم للعلم ياليتنى شربته للتقوى.
(16) وعن ابن عباس (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم) [ رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط وابن حبان وصححه ابن حبان وصححه السيوطى وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3322)].
قال المناوى: قال الهيثمى : رجاله ثقات.
(12) باب فضل زيارة المدينة المنورة والصلاة فى مسجد النبى(صلى الله عليه وسلم)
(17) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من جاء مسجدى هذا لم يأتيه الا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو فى منزلة المجاهد فى سبيل الله ومن جاء لغير ذلك فهو فى منزلة الرجل ينظر الى متاع غيره) [ رواه ابن ماجه والحاكم وابن حبان فى صحيحه وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6184)].
(18) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( صلاة فى مسجدى هذا خير من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام)[ رواه البخارى (1190/63/3) ومسلم (1393/1012/2) والترمذى (324/204/1) والنسائى (35/2)].
(19) وعن عبد الله بن زيد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة) [ رواه البخارى (1195/70/3) ومسلم (1390/1010/2) والنسائى (35/2)].
(13) باب فضل الصلاة فى المسجد الحرام
(20) عن بن جابر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( صلاة فى مسجدى أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام وصلاة فى المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه)[ رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (3838)].
(14) باب فضل الصلاة فى مسجد قباء لمن أتى المدينة
(21) عن أبى أمامة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال) : ( من تطهر فى بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان له كأجر عمرة) [ رواه أحمد وابن ماجه والنسائى والحاكم وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6154)].
أسأل الله العظيم أن يرزقنا حج بيته وأن يغفر ذنوبنا
ومعناها شرعا : سميت زكاة فى الشرع لوجود المعنى اللغوى فيها وقيل : لأنها تزكى صاحبها وتشهد له بصحة إيمانه لقوله (صلى الله عليه وسلم): (الصدقة برهان).
قال تعالى: ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم) [التوبة:103].
وقال تعالى: ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [ البقرة:274].
قال ابن كثير فى تفسيره:
هذا مدح من الله تعالى للمنفقين فى سبيله وابتغاء مرضاته فى جميع الأوقات من ليل أو نهار وسر وجهار.
وذكر ابن أبى حاتم عن ابن جبير عن أبيه أنه قال: كان لى أربعة دراهم فأنفق درهما ليلا ودرهما نهارا ودرهما سرا ودرهما علانية فنزلت هذه الأية التى نحن بصددها.
قال تعالى: ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) [ المائدة:55].
قال تعالى: ( وسيتجنبها الأتقى * الذى يؤتى ماله يتزكى) [الليل: 18].
(1) باب فضل الزكاة أنها ركن من أركان الإسلام
(1) عن ابن عمر (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) [ رواه البخارى (1/ح8/فتح) ومسلم ( 1/ إيمان/45/ح21) والترمذى (5/ح2609) وأحمد فى مسنده (2/ 120،93،26) وابن خزيمة (1/ح308) والبيهقى فى السنن (1/358)].
(2) باب فضل زكاة الفطر
(2) عن ابن عباس (رضى الله عنه) قال: ( فرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهى زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقة من الصدقات) [ فى صحيح ابن ماجة (1480) وفى سننه (1827/585/1) وفى سنن أبو داود (1594/3/5) وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3570) والإرواء (843)].
قلت : ذكر النووى فى (شرح مسلم) (6/7) أن عامة الفقهاء وجمهور العلماء على أن إخراج القيمة فى زكاة الفطر لا تجزئ فالأئمة : أحمد والشافعى ومالك وابن حزم وابن المنذر على أن زكاة الفطر لا تخرج الا طعام يعنى حوالى 2ونصف ك أرز على الفرد.
(3) باب فضل الزكاة تدخل الجنة
(3) عن أبى أيوب أن رجلا قال للنبى (صلى الله عليه وسلم) : ( أخبرنى بعمل يدخلنى الجنة قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصل الرحم) [ أخرجه البخارى (3/ح1396/ فتح) ومسلم (1/ الإيمان/42-43/ح12)].
(4) باب فضل الصدقة والإنفاق
(4) عن خزيم بن فاتك (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( من أنفق نفقة فى سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف) [ رواه أحمد والترمذى والنسائى والحاكم وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6110) وصحيح الترغيب (2/156) والمشكاة (3826)].
(5) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( إن الله عزوجل يقبل الصدقات ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربى لأحدكم مهره أو فلوه أو فصيلة حتى إن اللقمة لتصير مثل جبل أحد) [ رواه أحمد والترمذى وقال حديث صحيح].
قال وكيع : وتصديق ذلك فى القرآن : ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده يأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم) [ التوبة :104].
وقوله: ( يمحق الله الربا ويربى الصدقات) [البقرة: 276].
يربى : أى ينمو ويزيد.
فصيلة : المهر.
الفلو والفصيل : ولد الفرس.
(6) عن بريدة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ما يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنها لحى سبعين شيطانا) [ رواه أحمد والحاكم وابن خزيمة والطبرانى فى الأوسط وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (5814) والصحيحة (1268)].
(7) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما فأما المنفق لا ينفق شيئا الا سبغت على جلده أو وفرت على جلده حتى تخفى بنانه وتعفو أثره وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا الا لزفت كل حلقه مكانها فهو يوسعها فلا تتسع) [ رواه البخارى (3/ح1443/ فتح) ورواه مسلم (الزكاة/ج2/ح75)].
معنى جنتان: مفردها (جنة) وهى الدرع ومعناها أن المنفق كلما أنفق طالت حتى يجر وراءه وتخفى رجليه وأثر رجليه وأثر مشيته وخطواته.
ومعنى تعفو أثره: أى تمحو.
(8) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ما من يوم يصبح العباد فيه الا ملكان ينزلان فيقوا أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا. ويقوا الأخر: اللهم أعط ممسكا تلفتا) [ رواه البخارى (2/142) ومسلم (الزكاة57) والبيهقى (187) وسنة البغوى (6/156) وكنز العمال (16121،16016،1985)].
(5) باب فضل الصدقة ولو بقليل
(9) عن عدى بن حاتم (رضى الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (من استطاع أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل) [ رواه مسلم وهذا لفظه (ح66/ط4) ووافقه البخارى بهذا المعنى (ج3/1417)].
معنى بشق تمرة : أى نصفها.
(10) وعن أبى ذر (رضى اله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (سبق درهم مائة ألف درهم: رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به ورجل له مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألف فتصدق بها) [ رواه أبو داود والنسائى ورواه أيضا النسائى وابن حبان فى صحيحه عن أبى هريرة وابن خزيمة وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3606) وفى صحيح الترغيب (875)].
(6) باب فضل الصدقة على ذى الرحم
(11) عن سلمان بن عامر (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) : ( صدقة ذى الرحم على ذى الرحم صدقة وصلة) [رواه الطبرانى فى الأوسط وفى الإرواء (883) وحسنه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3763)].
(7) باب النفقة على البنات والأخوات
(12) عن عقبة بن عامر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة) [ رواه أحمد وابن ماجة وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6488)].
معنى من جدته : أى من كسب يده.
(13) وعن عائشة (رضى الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( ليس أحد من أمتى يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن الا كن سترا من النار) [ رواه البيهقى فى شعب الإيمان والبخارى فى الأدب وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (5372)].
معنى يعول : أى ينفق.
قال المناوى فى فيض القدير(5/362):
يعولهن ومع ذلك يحسن إليهن فى الإقامة عليهن بألا يمن عليهن ولا يظهر لهن الملل الا كن له سترا من النار أى وقاية من دخول النار لأنه كان لهن سترا فى الدنيا وذل السؤال وهتك الأعراض.
(14) وفى رواية عن عائشة (رضى الله عنها) : ( من ابتلى بشئ من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار) [ رواه الترمذى وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (5931)].
(8) باب فضل النفقة على اليتيم والجارة والأرملة والمسكين
(15) عن سهل بن سعد (رضى الله عنه) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة) وقرن بين إصبعيه الوسطى والتى تليها أى الإبهام. [ صحيح أبى داود للشيخ الألبانى (ج3/ح4289/ص968) وفى صحيح الترمذى للألبانى بنحوه رقم (1564)].
وعن أنس (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من عال جاريتين حتى يدركا دخلت أنا وهو الجنة كهاتين) وأشار بإصبعه السبابة والتى تليها.
(16) وعن عائشة (رضى الله عنها) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أنا وكافل اليتيم له أو لغيره فى الجنة والساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله ) [ رواه الطبرانى فى الأوسط ومسلم عن أبى هريرة (8/221) وصححه الألبانى فى صحيح الجامع(1476)].
(9) باب فضل زرع الثمار صدقة
(17) عن جابر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شئ وإلا كانت له صدقة) [ رواه مسلم (ج3/ح8/ص1188/ مساقات)].
وفى الصحيحين عن أنس (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل فيه طير أو إنسان أو بهيمة الا كان له به صدقة).
(10) باب فضل النفقة على الجيش الغازى
(18) عن زيد بن خالد (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: ( من جهز غازيا فى سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا فى سبيل الله أهله بخير فقد غزا) [ رواه البخارى (4/32) ومسلم (الامارة135/136) والترمذى (1628) والنسائى (6/46) وأبو داود (2509) والطبرانى الكبير(5/282،280) وكنز العمال (10710،10554،10553) وفى الترغيب للمنذرى (2/254)].
وعنه أيضا: ( من جهز غازيا فى سبيل الله كان له مثل أجره) [ رواه ابن ماجة وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6194)].
(11) باب فضل العامل بحق على الصدقة
(19) عن رافع بن خديج (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( العامل بالحق على الصدقة كالغازى فى سبيل الله عز وجل حتى يرجع إلى أهله) [ رواه أحمد أبو داود والترمذى وابن ماجة والحاكم وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع رقم (4117)].
قلت : ومعنى العامل بالحق على الصدقة : أى الموصل الصدقة للمستحقين لها بأمانة واستعفاف.
(20) عن أبى موسى (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( الخازن المسلم الأمين الذى يعطى ما أمر به كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذى أمر به أحد المتصدقين) [ صحيح أبى داود للألبانى (ج1/ح1476/ص316)].
قلت : ومعنى الخازن المسلم الأمين : أى المتكفل بأداء الصدقة عن غيره بأمانة.
(12) باب فضل الصدقة وأنها تقع على كل معروف
(21) عن أبى ذر (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( إن ناسا من أصحاب النبى (صلى الله عليه وسلم) قالوا: يا رسول الله: ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضل أموالهم. قال: أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به؟ إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهى عن منكر صدقة وفى بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتى أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها فر حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها فى الحلال كان له أجر) [ رواه البخارى (ج2/843) ومسلم (ج2/ح53/ص697) بنحوه وأبو داود (ج/15042) وابن ماجة (ج1/927)].
(13) باب أفضل الصدقات
(23) عن أبى أمامة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( أفضل الصدقات ظل فسطاط فى سبيل الله عز وجل أو منحة خادم فى سبيل الله أو طروقة فى سبيل الله) [ رواه أحمد والترمذى (1627) وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب والطبرانى فى الكبير(8/279) وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (1109) وتخريج التغريب (2/158) والحاكم وابن عساكر.
الفسطاط : بيت من الشعر.
الطروقة : الناقحة التى بلغت أن يطرقها الفحل.
(24) وعن أبى أيوب ( رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أفضل الصدقة الصدقة على ذى الرحم الكاشح) [ رواه أحمد والطبرانى فى الكبير وأخرجه البخارى فى الأدب المفرد وأبو داود والترمذى ورواه ابن خزيمة وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (1110) والإرواء (892)].
الكاشح : البخيل.
(25) وعن سعد بن عبادة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أفضل الصدقة سقى الماء) [ رواه أحمد وأبو داود والنسائى وابن ماجة والحاكم وأخرجه أبو يعلى فى مسنده عن ابن عباس وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (1113)].
(26) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أعظم الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تهمل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا ألا وقد كان لفلان) [ رواه مسلم (ج2/ح92)].
(27) وعن ثوبان ( رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أفضل دينار ينفقه الرجل دينار أنفقته فى رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذى أنفقته على أهلك) [ رواه مسلم (ج2/ح39/زكاة) ورواه أبو داود بهذا المعنى (ج2/1676)].
رقبة : أى فى عتق رقبة أى عتقها.
(14) باب فضل المنيحة
(28) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) : ( من منح منحة غدت بصدقة وراحت بصدقة صبوحها وغبوقها) [ رواه مسلم (ج4/زكاة/ح74)
معنى المنيحة: هى العطية .
معنى صبوحها وغبوقها: الصبوح ما حلب من اللبن بالغداة والغبوق بالعشى.
قال القاضى عياض:
هما مجروران على البدل من قوله بصدقة ويصح نصبها على الظرف.
(15) باب إخفاء الصدقة
(29) عن أبى سعيد (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( صدقة السر تطفئ غضب الرب) [ رواه الطبرانى فى الصغير وهو صحيح رواه ابن عساكر فى السرائر وأبو بكر الذكراتى عن عمر والطبرانى أيضا فى الأوسط عن ابن سلمة وفى الروض النضير (375) وفى صحيح الترغيب (2/31) والصحيحة (1908) وصحيح الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3759)].
(30) وفى الحديث الذى فيه السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة من حديث أبى هريرة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى اله عليه وسلم): ( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) [ رواه البخارى فى صحيحه ورواه مسلم (ج2/ح1031/ الزكاة) وابن خزيمة فى صحيحه (358)].
أسأل الله العظيم أن يزكى ويطهر أنفسنا وأموالنا.
معنى الصيام لغة:
هو الإمساك. قال أبو عبيدة كل ممسك عن الطعام أو كلام أو سير فهو صائم.
وشرعا:
هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس.
وهو الإمساك عن المباحات والحلال فى وقت مخصوص كصيام رمضان أو التطوع لتهذيب النفس وإحساسها بالفقير وتعليمها الزهد وهو أيضا الإمساك عن المعاصى طول الحياة.
قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) [البقرة:183].
قال ابن كثير:
إن الله يخاطب المؤمنين آمرا بالصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة لله عز وجل لما فيه من تزكية النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط والأخلاق الرذيلة.
وقال تعالى: ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية) [ الحاقة:24].
قال وكيع:
هى أيام الصيام إذا تركوا الأكل والشراب فى الدنيا.
(1) باب فضل السحور
السحور يشتق من السحر وهو آخر الليل أى الوقت الذى قبل الفجر بمقدار خمسين آية.
قلت : وأجمع العلماء على استحبابه لأن السحور تحصل منه على الرغبة فى الازدياد من الصيام لأنه يعين على الصيام وكما قال النبى (صلى الله عليه وسلم) ( السحور بركة).
(1) عن أنس بن مالك (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( تسحروا فان فى السحور بركة) [أخرجه البخارى فى الفتح (4/ح1923) ومسلم فى الصوم (2/70/ح45) والترمذى (3/ح708) والنسائى عن قتادة (4/ح2145) وابن ماجة عن أنس (1/ح1692) وأحمد فى المسند (3/99)].
(2) عن ابن عمر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين) [ رواه الطبرانى وصححه ابن حبان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع رقم (1844)].
(3) وعن عمرو بن العاص (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) [ رواه مسلم (2/ صوم/770-771/ح46) وأبو داود (2/ح2343) والترمذى (3/ح709) والنسائى (4/ح2165)].
ومعنى فصل : أى فرق.
(2) باب أفضل السحور
(4) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( نعم سحور المؤمن التمر) صححه ابن حبان فى صحيحه.
نعم : أى أفضل وأحسن.
(5) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (نعم السحور التمر) [ رواه ابن حبان فى صحيحه والبيهقى فى السنن وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (6772)].
(3) باب فضل تأخير السحور
(6) عن أبى الدرداء (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (ثلاث من أخلاق النبوة تعجيل الإفطار وتأخير السحور ووضع اليمين على الشمال فى الصلاة) [ رواه الطبرانى وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3038)].
وقال الشيخ محمد صفوت نور الدين وقد سمعته فى محاضرة يقول:
تأخير السحور أفضل للمتسحر وهو قبل الفجر بقليل لأنه ممكن بإذن الله أن يكون سببا فى نجاتك من النار ودخولك الجنة لأنك تقول فى دعاء الطعام: (اللهم بارك لنا فى ما رزقتنا وقنا عذاب النار) دعاء السحر مستجاب.
(7) وعن العرباض بن سارية (رضى الله عنه) قال: دعانى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الى السحور فى رمضان فقال: ( هلم الى الغداء المبارك) [ رواه أبو داود والنسائى وابن خزيمة وابن ماجة فى صحيحيهما وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الترغيب (1059)].
وقوله الى السحور : أى فى وقت السحر فى آخر الليل قبل طلوع الفجر بقليل.
(4) باب فضل الصيام عامة
(8) عن سهل بن سعد (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إن فى الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد) [ رواه البخارى (4/ح1896/فتح) ومسلم (2/صوم/808/ح166) والترمذى (3/765) وابن ماجة (1/ح1640)].
(9) عن عثمان بن أبى العاصى (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (الصوم جنة من عذاب الله) [ رواه البيهقى فى شعب الإيمان وأحمد والنسائى وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3866) وصحيح الترغيب (971)].
(10) عن عثمان (رضى الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( الصوم جنة يستجن بها العبد من النار) [ رواه الطبرانى فى الكبير وأحمد والنسائى وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3867) وصحيح الترغيب (970)].
قوله: يستجن بها: أى يقى نفسه من عذاب الله بالصوم.
(11) عن أبى أمامة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( الصيام جنة محصن حصين من حصون المؤمن وكل عمل لصاحبه الا الصيام يقول الله: الصيام لى وأنا أجزى به) [ رواه الطبرانى فى الكبير وحسنه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3881)].
(12) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (الصيام جنة وحصن حصين من النار) [ رواه أحمد والبيهقى فى شعب الإيمان وحسنه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3880) وصحيح الترغيب (972)].
(13) وعن ابن عمر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة. يقول الصيام: أى ربى انى منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعنى فيه. ويقول القرآن: رب منعته النوم باليل فشفعنى فيه فيشفعان) [ رواه أحمد والطبرانى فى الكبير والحاكم والبيهقى فى شعب الإيمان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3882) والمشكاة (1963) وصحيح الترغيب (973)].
وفى الحديث الذى فى الصحيحين من حديث أبى هريرة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال الله عز وجل: ( كل عمل ابن آدم له الا الصيام فانه لى وأنا أجزى به) والى قول النبى (صلى الله عليه وسلم): ( والذى نفس محمد بيده لخلو فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان إذا أفطر فرح وإذا لقى ربه فرح بصومه).
(14) وعن أبى امامة (رضى الله عنه) قال: رأيت النبى (صلى الله عليه وسلم): فقلت: يا رسول الله مرنى بعمل يدخلنى الجنة؟ قال: ( عليك بالصوم فانه لا عدل له) ثم أتيته الثانية فقال: ( عليك بالصيام) [ رواه أحمد والنسائى والحاكم صححه].
معنى لا عدل له : أى لا مثيل له فى الجزاء.
وقال أحد السلف من الأئمة العلماء:
الصيام له فضل خاص وذلك لأنه لا يدخل يوم القيامة فى رد المظالم.
(5) باب فضل رمضان وصيامه
(15) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين) [ أخرجه البخارى (4/1898) ومسلم (ح1079) والترمذى (ج3/62) والنسائى (4/126) وابن ماجة (1/1642) وفى رواية أخرى صحيحة صححها الألبانى فى صحيح الجامع رقم (759) من مختصر حديث].
ومعنى صفدت : أى حبست.
( وينادى مناد كل ليلة : يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة).
(16) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) [ رواه البخارى (1/ح38/ فتح) ومسلم (1/532/1726/ مسافرين)].
(17) وعن أبى سعيد الخدرى أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: ( من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما كان ينبغى أن يتحفظ منه كفر ما قبله) [ رواه أحمد فى مسنده والبيهقى فى سننه بسند جيد وفى الترغيب للمنذرى (2/91) وابن حبان فى صحيحه].
(6) باب فضل صيام الستة من شوال
قال تعالى: ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) [ الأنعام: 160].
(18) وعن أيوب (رضى الله عنه) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر) [أخرجه مسلم (2/صوم/822/ح204) وأبو داود (4/ح2433) والترمذى (3/ح759) وابن ماجة (1/ح1716)].
معنى الدهر : أى العام.
قال الإمام الصنعانى:
لا دليل على اختيار كونها من أول الشهر وآخره وهذا مخير وأنها بصيام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان بعشر أشهر وست من شوال بشهرين.
(7) باب فضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر
(19) عن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( صوم ثلاثة أيام من كل شهر كصوم الدهر كله) [ أخرجه البخارى (4/ح1975) فتح. ومسلم (2/صوم/812-818/181)].
والأفضل فى صيامها البيض الثلاث وهى الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجرى وهو الصحيح المشهور ففى الحديث الذى رواه الترمذى وقال حسن من حديث أبى زر قال النبى (صلى الله عليه وسلم) له: ( إذا صمت من الشهر ثلاثا فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة)
(20) عن على وعن ابن عباس (رضى الله عنهما) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (صوم شهر الصبر وثلاثة من كل شهر يذهبن وحر الصدر) [ رواه البزار وفى سنن البغوى والطبرانى فى الكبير عن النمر بن تولب وابن حبان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3804) وصحيح الترغيب (1022)].
قلت : معنى حر الصدر : ما فيه من الحقد والحسد والبخل وغير ذلك من الشرور التى يذهبها الصيام.
(8) باب فضل صيام المحرم وشعبان
(21) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) [ رواه مسلم (2/صوم/812ج202) وأبو داود (2/ح2429) والترمذى (2/ح438) والنسائى (3/1612) وأحمد فى مسنده (2/344/353)].
(22) عن عائشة (رضى الله عنها) قالت: ( لم يكن النبى (صلى الله عليه وسلم) يصوم من شهر أكثر من شعبان فانه كان يصوم شعبان كله) [ أخرجه البخارى (4/ح1970) وفى رواية لمسلم (قالت: كان يصوم شعبان الا قليلا) فى كتاب الصوم (ج3/ص811/ح176)].
(9) باب فضل صيام يوم عرفة وعاشوراء
(23) عن أبى قتادة (رضى الله عنه) قال: سئل النبى (صلى الله عليه وسلم) عن صوم يوم عرفة فقال: ( يكفر السنة الماضية والباقية) [ أخرجه مسلم (2/صوم/819ح197) وأحمد فى مسنده (5/297) والبيهقى فى السنن (4/283)]
(24) وعن أبى قتادة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: ( يكفر السنة الماضية) [ رواه مسلم (2/صوم189/ح197) والبيهقى فى السنن (4/283)].
قال العلماء:
من السنة صيام يوم قبل عاشوراء وهو تاسوعاء وذلك فى الحديث الذى رواه مسلم من حديث ابن عباس قال النبى (صلى الله عليه وسلم): ( إن بقيت الى قابل لأصومن التاسع).
معنى قابل: أى القادم من العام.
(25) وعن قتادة بن النعمان (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من صام يوم عرفة غفر الله له سنتين سنة أمامه وسنة خلفه) [ رواه ابن ماجة وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6335)].
(10) باب فضل صيام الاثنين والخميس
(26) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملى وأنا صائم) [ رواه الترمذى (3/ح747) وقال حديث حسن وأبو داود (2/ح2436) وإسناده صحيح رواه مسلم بغير ذكر الصوم (4/البر/1987-1988/ح36)].
(27) وعن أبى قتادة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: ذلك يوم ولدت فيه ويوم بعثت أو أنزل على فيه) ( رواه مسلم (2/صوم819/ح197) وأحمد فى مسنده (5/297) والبيهقى فى السنن (4/283)].
ومعنى أنزل على : أى الوحى.
(28) وعن عائشة (رضى الله عنها) قالت: ( كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتحرى صوم الاثنين والخميس) [ رواه الترمذى وقال حديث حسن (3/ح745) والنسائى (4/ح2359) وابن ماجة (1/ح1739) وإسناده صحيح].
معنى يتحرى : أى يفضل.
(11) باب فضل صيام يوم فى سبيل الله
(29) عن أبى سعيد الخدرى (رضى الله عنه) عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ما من عبد يصوم يوما فى سبيل الله الا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) [ رواه مسلم (ح1153) ووافقه البخارى (3/2840) والترمذى (ج3/1623) وابن ماجة (ج1/1717) وأحمد فى مسنده].
معنى خريفا : أى سنة.
(30) وعن أبى أمامة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: ( من صام يوما فى سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض) [ رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (6333) والصحيحة (563) وصحيح الترغيب (981)].
(31) وعن عقبة بن عامر (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( من صام يوما فى سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام) [ رواه النسائى وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (6330) وفى صحيح الترغيب (2/62)].
(12) باب فضل صيام العشرة الأيام الأولى من ذى الحجة
(32) عن ابن عباس (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب الى الله من هذه الأيام) يعنى أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال: ( ولا الجهاد فى سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ) [رواه البخارى (2/ح969/فتح) وأبو داود (2/ح2438) والترمذى (3/ح757) وابن ماجة (1/ح1727) وأحمد فى مسنده (1/224)].
(13) باب فضل الصيام فى الشتاء
(33) عن عامر بن مسعود (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: ( الصوم فى الشتاء الغنيمة الباردة) [ رواه أحمد وأبو يعلى فى مسنده والطبرانى فى الكبير والبيهقى فى شعب الإيمان ورواه الطبرانى فى الأوسط وفى الكامل لابن عدى وحسنه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3868)].
(14) باب أفضل الصيام
(34) عن ابن عمر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( صم أفضل الصيام صيام داود صوم يوم وفطر يوم) [ رواه النسائى وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (3793)].
(15) باب فضل من مات وهو صائم
(35) عن حذيفة بن اليمان (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( من ختم له بصيام يوم دخل الجنة) [ رواه البزار وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6224)].
قال المناوى فى فيض القدير:
أى ختم عمره بصيام يوم بأن يموت وهو صائم أو بعد فطره من صومه دخل الجنة أى مع السابقين الأولين أو من غير سبق عذاب.
(16) باب فضل الفطر بعد الصوم
(36) عن جابر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( ان لله تعالى عند كل فطر عتقاء من النار وكذلك كل ليلة) [ حسن. رواه ابن ماجة ورواه أحمد والطبرانى فى الكبير والبيهقى فى الشعب وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع (2170)].
(17) باب فضل من فطر صائم
(37) عن زيد بن خالد الجهنى (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم): ( من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا) [ رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح وأخرجه ابن ماجة وصححه ابن خزيمة وابن حبان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6415)].
(18) باب فضل تعجيل الفطر
(38) عن سهل بن سعد (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( لا يزال الناس بخير حتى عجلوا الفطر) [ رواه البخارى (1957/198/4) ورواه مسلم (1098/771/2) والترمذى (695/103/2)].
(39) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول اله (صلى الله عليه وسلم): ( لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون) [ رواه أبو داود والحاكم وابن حبان وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (7689) وصحيح الترغيب (1067)].
(40) وعن أبى أمامة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( لله عند كل فطر عتقاء) [ رواه أحمد والطبرانى والبيهقى وصححه الألبانى فى صحيح الترغيب].
أسأل الله العظيم أن يجعلنا من الصوامين المعتوقين من النار.
قال تعالى: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) [ آل عمران: 97].
فى تفسير ابن كثير:
أنه صح عن عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) أنه قال: ( من أطاق الحج فلم يحج فسواء عليه مات يهوديا أو نصرانيا والاستطاعة تكون بالمال والزاد والصحة والراحلة وتكون النفقة من طيب حلال.
(1) باب فضل الحج بأنه ركن من أركان الإسلام
(1) عن ابن عمر (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله واقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) [ أخرجه البخارى (1/ح8/فتح) ومسلم (1/الإيمان/45/ح21) والترمذى (5/ح2609) وأحمد فى مسنده (2/120,93,26) وابن خزيمة (1/ح308) والبيهقى فى السنن (1/358)].
(2) باب فضل الحج عامة
(2) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) [ رواه البخارى (3/ح1521 فتح) ومسلم (2/حج/984) وأكد فى مسنده (2/229) وابن خزيمة (4/ح2514)].
قال ابن حجر:
أى بغير ذنب صغير ولا كبير.
(3) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: سئل النبى (صلى الله عليه وسلم) :( أى العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد فى سبيل الله. قيل ثم ماذا؟ قال: حج مبرور)
الحج المبرور:
هو الذى لا يرتكب صاحبه فيه معصية.
(4) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) )ثلاثة فى ضمان الله عز وجل: رجل خرج من الى مسجد من مساجد الله عز وجل ورجل خرج غازيا فى سبيل الله تعالى عز وجل خرج حاجا)[ رواه أبو يعلى فى الحلية وصححه الألبانى فى صحيح الجامع(3051)].
معنى فى ضمان الله: أى فى حفظه.
(5) وعن ابن عمر(رضى الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): ( أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فان لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله بها حسنة ويمحو عنك بها سيئة وأما وقوفك بعرفة فان الله عز وجل ينزل الى السماء الدنيا فيباهى بهم الملائكة فيقول: هؤلاء عبادى جاؤونى شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتى ويخافون عذابى ولم يرونى فكيف لو رأونى؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها عنك وأما رميك للجمار فانه مدخور لك وأما حلقك رأسك فان لك بكل شعرة حسنة فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك)[ رواه الطبرانى فى الكبير وابن حبان فى صحيحه والبزار وصححه الألبانى فى صحيح الجامع(136)]
معنى عالج: هو ما تراكم من الرمل ودخل بعضهن بعض.
(3) باب فضل الحج والعمرة والمتابعة بينهما
(6) عن جابر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): (أديموا الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد)[ رواه الدار قطنى فى الإفراد ورواه الطبرانى فى الأوسط وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع(253) والصحيحة(1085)].
(7) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرو ليس له جزاء الى الجنة)[ رواه البخارى (1773/597/3) ومسلم(1349/983/2) والترمذى(937/206/2) وابن ماجة(288/964/2) والنسائى(115/5)].
(4) باب فضل العمرة فى رمضان
(8) عن ابن عباس (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( عمرة فى رمضان تعدل عمرة أو حجة معى) أى مع النبى (صلى الله عليه وسلم)[ أخرجه البخارى(3/ح1782/فتح) مسلم( 2/حج/ح222) وأبو داود(2/ج1988) والترمذى(3/939) وابن ماجة(2/ح2991) وأحمد( (1/308)].
(5) باب فضل يوم عرفة
(9) عن عائشة (رضى الله عنها) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة)[ رواه مسلم (2/حج/982-983/ح436) والنسائى (5/ح3003) وابن ماجة (2/ح3014)].
(6) باب فضل الطواف بالبيت الحرام
(10) عن ابن عمر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة لا يوضع قدما ولا يرفع أخرى الا حط الله عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة) [ رواه الترمذى والنسائى والحاكم وابن خزيمة وابن حبان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع(6380)].
(7) باب فضل مسح الحجر السود مع الركن اليمانى
(11) عن ابن عمر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( إن مسح الأسود والركن اليمانى يحطان الخطايا حطا)[ رواه أحمد فى مسنده والترمذى وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع(2194)].
(8) باب فضل رفع الصوت بالتهليل والتكبير فى الحج
(12) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ما من أهل مهل ولا كبر مكبر قط الا بشر بالجنة)[ رواه الطبرانى فى الأوسط وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع(5569)].
(9) باب فضل النفقة فى الحج
(13) عن بريدة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): النفقة فى الحج كالنفقة فى سبيل الله بسبعمائة ضعف)[ إسناده حسن رواه أحمد والبيهقى وصححه السيوطى].
(10) باب فضل الحلق والتقصير فى الحج
(14) عن ابن عمر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): ( اللهم ارحم المحلقين) قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: ( اللهم ارحم المحلقين) قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال:( اللهم ارحم المحلقين) قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال( والمقصرين)[ رواه البخارى (ج3/1727) ومسلم (ج2/الحج/317)].
(11) باب فضل الشراب من ماء زمزم
(15) عن جابر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ماء زمزم لما شرب له) [ رواه أحمد وابن ماجه وابن أبى شيبة فى مصنفه والبيهقى فى سننه وفى شعب الإيمان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع(5502)].
معنى لما شرب له : أى ما شرب من أجله.
وقال الشافعى:
شربت ماء زمزم للعلم ياليتنى شربته للتقوى.
(16) وعن ابن عباس (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم) [ رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط وابن حبان وصححه ابن حبان وصححه السيوطى وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3322)].
قال المناوى: قال الهيثمى : رجاله ثقات.
(12) باب فضل زيارة المدينة المنورة والصلاة فى مسجد النبى(صلى الله عليه وسلم)
(17) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من جاء مسجدى هذا لم يأتيه الا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو فى منزلة المجاهد فى سبيل الله ومن جاء لغير ذلك فهو فى منزلة الرجل ينظر الى متاع غيره) [ رواه ابن ماجه والحاكم وابن حبان فى صحيحه وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6184)].
(18) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( صلاة فى مسجدى هذا خير من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام)[ رواه البخارى (1190/63/3) ومسلم (1393/1012/2) والترمذى (324/204/1) والنسائى (35/2)].
(19) وعن عبد الله بن زيد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة) [ رواه البخارى (1195/70/3) ومسلم (1390/1010/2) والنسائى (35/2)].
(13) باب فضل الصلاة فى المسجد الحرام
(20) عن بن جابر (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( صلاة فى مسجدى أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام وصلاة فى المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه)[ رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (3838)].
(14) باب فضل الصلاة فى مسجد قباء لمن أتى المدينة
(21) عن أبى أمامة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال) : ( من تطهر فى بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان له كأجر عمرة) [ رواه أحمد وابن ماجه والنسائى والحاكم وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6154)].
أسأل الله العظيم أن يرزقنا حج بيته وأن يغفر ذنوبنا